BRAVE WOMEN is empowering women entrepreneurs in Yemen to sustain quality education amidst a devastating conflict

يعمل برنامج بريف للنساء على تمكين رائدات الأعمال في اليمن من مواصلة التعليم الجيد رغم وسط الصراع المدمر

11/10/2019

 

إعداد:

بكار معشر، المؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص،

فايزة السليماني، وكالة تنمية المنشآت الصغرى والأصغر

 

يصف المجتمع الدولي الوضع في اليمن بكونه "أسوء كارثة إنسانية في القرن الحالي"، حيث امتدت آثار الصراع المسلح لتشمل كل القطاعات الاقتصادية، وخصوصاً المنشآت المتوسطة والصغيرة المملوكة لسيدات الأعمال. تقع مدينة تعز في قلب الجغرافية اليمنية الأكثر اكتظاظا بالسكان، وتفخر بأنها أنجبت العديد من رواد ورائدات التعليم والأعمال، ولكنها الان أكثر المناطق تأثراً بالحرب.

التعليم كضحية للحرب

طالت الاشتباكات المستمرة بداخل المدينة الخدمات الأساسية بما فيها المؤسسات التعليمية التي أصبحت في الكثير من الحالات إما ركاماً او مواقع لإطلاق النار بين المتقاتلين. "لم أكن أتوقع يوماً أن تتحول مدرستي من صرح تعليمي إلى مصنع متفجرات"، كانت الصدمة واضحة على إلهام حيدرة وهي تحكي تجربتها "مررنا بفترات عصيبة دفعتنا لأن نغلق بعض فروع المدرسة حفاظاً على سلامة الطلاب، أصبحت حياة المدنيين في مدينة تعز صعبة جداً خاصة مع توقف المرتبات للعام الرابع. من جانبها تحكي نسيم القرشي تجربتها "بعد توقف الاشتباكات في المنطقة ذهبت لمبنى المدرسة وكنت على أمل أن الضرر سيكون بسيطاً. وصلت للموقع وكأنني أرى كابوساً أمامي. احترقت المدرسة بما فيها من معدات وأثاث وما تبقى تم السطو عليه وسرقته"

صمود النساء ضد مخاوف الدمار

لقد دفعت الظروف الحالية المزيد من النساء للانخراط في أنشطة تجارية جديدة أو الإصرار على استمرارية الأنشطة القائمة، وإطلاق أنشطة أخرى لمساعدة مجتمعاتهن المحلية. تًضيف السيدة نسيم القرشي "قررت حينها أن أعود وبقوة لأن التعليم هو أول طريق للتغيير والجيل القادم أمانة في أعناقنا، أعلم جيداً أن التحدي كبير والطريق صعب وطويل لكن ما نمر به يحتم علينا أن نواصل عملنا مهما كلف الثمن وبكل الموارد المتاحة مهما كانت بسيطة ومتواضعة". يتطلب هذا الأمر إعادة النظر في الكلفة التشغيلية لمشاريع التعليم الخاص. "قررت مع المدرسيين على أن نُكمل مسيرتنا بأقل التكاليف التي تسمح للطلاب بالانضمام لفصول لدراسية خاصة، ومع تزايد نسبة النزوح لمدينة تعز أصبح واجباً علينا أن نًفكر في توفير الخدمات التعليمية للطلاب النازحين واللذين لديهم فرصة لبناء مستقبلهم وعدم الانخراط في الأنشطة المسلحة" تضيف إلهام حيدرة. بدورها تضيف فتحية علي التي فقدت مشروعها الصغير المتمثل في مدرسة تخدم 800 طالبا "كنت أرى كل صعوبة وتحدي فرصة وحاولت قيادة الفريق كاملاً للعودة من جديد والحمد لله استطعنا العودة لسوق العمل". تمكنت فتحية من إعادة تشغيل المدرسة لتستوعب 250 طالب بالرغم من عدم تلقيها أي مساعدة فنية أو دعم مالي من أي جهة.

كان من المهم نقل هذه المشاهدات الميدانية إلى فرق المشروع والمانح الدولي وبالرغم من الصعوبات الميدانية وضعف وسائل الاتصال تم الترتيب لحوار وبث مباشر بين فريق المؤسسة الإسلامية وبين رياديات

الاعمال على هامش الدورة التدريبية في استمرارية الأعمال والتي تمثل المرحلة الأولى من استجابة مشروع بريف ومن لاحتياجات قطاع سيدات الأعمال في اليمن.

 

الاستماع إلى صوت رائدات الأعمال في المواقف الهشة

 

كان من المهم نقل هذه الملاحظات الميدانية إلى فرق مشروع بريف للنساء والجهات المانحة الدولية. على الرغم من الصعوبات اللوجستية / الأمنية وسوء وسائل الاتصال، تم ترتيب حوار مفتوح وبث مباشر بين فريق المؤسسة ورائدات الأعمال على هامش الدورات التدريبية لاستمرارية الأعمال. كانت هذه المرحلة الأولى من استجابة مشروع بريف للنساء لاحتياجات سيدات الأعمال في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة في اليمن.

عند سؤال المتدربات عن "ما يميز مشروع بريف للنساء عن برامج الدعم الأخرى للقطاع؟" أجابت عزة شكري مالكة مشروع صبايا لبيع الملابس الجاهزة "خلال الفترات السابقة كانت هناك بعض البرامج المتنوعة لدعم سيدات الأعمال لكن ما يميز مشروع بريف للنساء هو أنه برنامج متكامل يقدم التدريب في استمرارية الأعمال ويساعدنا على وضع خطة متكاملة ثم يقدم لنا منحة تماثلية تحت اشراف استشاري متخصص حتى الانتهاء من تنفيذ الخطة"

بينما سألت إحدى الحاضرات "ماذا سيكون هناك بعد هذه الجولة من الدعم؟ هل ستُترك سيدات الأعمال لمواجهة التحديات؟ يسلط هذا السؤال الضوء على جانب الاستدامة التي يجب أن نعمل عليها كمؤسسات تنموية. كانت إجابة المؤسسة الإسلامية: "ستعمل الجهات المنفذة والمستفيدين كفريق لتحفيز المزيد من التفاعل من قبل المؤسسات التمويلية والبنوك المحلية لاستهداف وخدمة رائدات الاعمال التي تعانين من الإهمال حاليا".

تمتلك السيدات الهمة العالية والشجاعة للاستمرار والمضي قدماً بالرغم من الصعوبات التي تواجههن، تحكي نهلين عبد اللطيف مالكة حضانة ورياض الأكنان تجربتها "أسست روضة وحضانة تستوعب 600 طفل من بينهم ذوي الاحتياجات الخاصة، توسع مشروعي إلى أن أتت الحرب ودٌمرت الحضانة بالكامل واضطررت للنزوح لمنطقة أخرى لكن شغفي بالتعليم دفعني لأن أبدأ من جديد وقمت بفتح مدرسة من الصف الأول وحتى الصف التاسع. كوني امرأة لم أستطع الحصول على تصريح لفتح فصول للمرحلة الثانوية، عملت بجد واستطعت اقناع السلطات المحلية بمنحي التصريح اللازم وها أنا الآن أقدم خدمات تعليمية للطالبات واطمح بتطوير مشروعي"

مشروع بريف للنساء برعاية مبادرة تمويل رائدات الأعمال هناك للمساعدة والتعلم

لقد لاحظنا الاهتمام النوعي في قطاع التعليم الخاص على وجه الخصوص لدى الكثير من سيدات الاعمال خلال تنفيذ مشروع بريف للنساء حيث بلغت حصة قطاع الخدمات التعليمية من إجمالي المنشآت المتقدمة للمشروع في كافة القطاعات المستهدفة 20%. وقد دربت 500 سيدة أعمال خلال المرحلة الأولى للمشروع في مجال استمرارية الأعمال ويجري حاليا الإعداد لمرحلة الدعم المالي من خلال المنح التماثلية للمشاريع الناجحة.

 

بينما يترقب الجميع انتهاء الحرب من خلال عملية سياسية، لسيدات الأعمال في اليمن وجهة نظر أخرى. فمن اللافت لنا كمؤسسات تنموية أن المرأة أكثر إدراكاً بأهمية مواجهة موجات الصراع المحتدمة من خلال الاستثمار في استمرارية التعليم كوسيلة لخلق وعي مضاد لثقافة الصراع وأداة فعالة لبناء وصناعة السلام.